الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: منظومة السبل السوية لفقه السنن المروية ***
يشرع للذي استطاع الباءة *** وغيره الصوم اجعلن وجاءه بل هو من سنة خير الرسل *** وقد نهى جداً عن التبتل والأكثرون قد رأوا وجوبه *** لمن على الدين خشي العزوبة أحصن للفرج أغض للبصر *** عليه قد حث الكتاب والأثر لنفسها الرشيدة اخطب وإلى *** وليها صغيرة قد نقلا وحرمت خطبة مؤمن على *** خطبة مؤمن كذا العدة لا تحل فيها خطبة حتى تفي *** وجاء في القرآن لا جناح في تعريضه بها بلا تصريح *** تبيانه قد جاء في الصحيح وجائز لخاطب أن ينظرا *** مخطوبة بل إنه قد أمرا وقد روي اختيارها ودودا *** جميلة نسيبة ولودا غنية بكراً وذات الدين *** فاظفر بها صح بلا توهين والأجنبي الخلوة منه حرم *** بأجنبية بدون محرم والرجلان منهما الإفضاء *** يحرم في ثوب كذا النساء والنظر امنعه إلى العورات *** واصرف سريعاً نظر الفجآت والأمر بالحجاب والإخفاء *** لزينة عن غير ذي استثناء والحفظ للفروج والأبصار *** من كل مؤمن بنص الباري وإن في النور وفي الأحزاب *** لآي ذكر لأولي الألباب جامعة للدين والآداب *** كافية في بحث هذا الباب من لي بوقت عظمت فيه المحن *** وعمت البلوى وشاعت الفتن وانكشفت عورات أكثر البشر *** وظهر الفساد في بحر وبر وضيع امتثال أمر الله *** وارتكبت عظائم المناهي ووهن الدين وركنه انصدع *** واشتد في الخطب والخرق اتسع فيا عليماً سرنا والنحجوى *** إليك لا إلى سواك الشكوى
وصح " لا نكاح إلا بولي " *** نفياً لصحة بلا تأول وباطل بدونه فإن دخل *** بها فأوجب مهرها بما استحل عن عمر الجلد روي وعن علي *** لناكح ومنكح بلا ولي فإن فقد وليها أو عضلا *** زوجها السلطان نصاً نقلا والأوليا هم كل من قد عصبا *** بنفسه أقربهم فالأقربا والخلف في الابن فجمهور على *** ولايته وقال آخرون لا والبكر تستأذن ولتستأمر *** يتيمة وثيب للخبر ومن يزوجها الولي إجبارا *** ولو أباً أثبت لها الخيارا ومن يزوجها وليان احكم *** لأول وافسخ إذا لم يعلم وفي اشتراط شاهدي عدل نقل *** جملة آثار وكل قد أعل لكن تقوى جملة وقد عمل *** صحب وأتباع بها فلا تمل وجاز للزوجين أن يوكلا *** لواحد في العقد إن له الولا وخطبة الحاجة والدعاء *** مشروعة جاءت بها الأنباء وكل شرط في النكاح ما نهى *** في الشرع عنه يلزم الوفا به
حرم على المؤمن أصلا لو علا *** وكل فرع مطلقاً لو نزلا والأخت والعمة والخالة مع *** بنت أخ أو أخت مطلقاً فدع فكل ذي قد حرمت بالنسب *** وبالرضاع مثلها فاجتنب بالصهر ما قد نكح الآبا حرم *** وهكذا حلائل الأبنا وأم زوجته بمطلق العقد انجلا *** ربيبة بأمها قد دخلا وبين أختين أو المرأة مع *** عمة أو خالة الجمع امتنع والمحصنات وهي ذات الزوج لا *** ما ملكت الايمان نصاً انجلا وفوق أربع لحر لا يحل *** غير السراري ولعبد قد نقل ثنتين قيل أجمعوا لكن أثر *** شذوذ خلف مثل حر فاختبر وما به الحرة حرمت فقد *** حرم من ملك اليمين كالعدد والمشركات والزواني حرم *** لمؤمن وعكس ذا فليعلم ثم الكتابيات حل فافهم *** للمؤمنين وبعكس حرم
ونسخ متعة بلا ترداد *** صح دواماً أبد الآباد وحرم التحليل والشغار مع *** عقد إذا أثناء عدة وقع كذاك عقد محرم والخلف في *** بطلانه قد شاع بين السلف والعبد أن ينكح بغير الأذن من *** سيده فباطل نصاً زكن باب أنكحة الكفار وما يقر منها إذا أسلموا يقر من أنكحة الكفار ما *** وافق الشرع كمن قد أسلما وتحته فوق أربع فليختر *** منهن أربعاً لنص الخبر أو تحته أختان خيرنه في *** إحداهما حتماً والأخرى تنتفي وزوجة المشرك إن تسلم تحل *** لمؤمن من بعد عدة تحل والزوج إن يسلم ولم تنكح ترد *** عليه بالعقد القديم وورد تجديده لكن ضعيف والأصح *** الأولى وكم لها إمام قد جنح
في الدين والحرية الكفو اعتبر *** ونسبة وصنعة خلف شهر وأمة تملك نفسها متى *** تعتق وخير قبل مس ثبتا ويثبت الخيار بالعيب كما *** صح عن الرسول نصاً محكما كبرص وجذم وجنة *** وداء فرج عفل أو عِنه كذاك الإعسار عند الأكثر *** وقال آخرون لم يخير
ثم الصداق واجب وأخيره *** أيسره ولا يحد أكثره ففي الكتاب جاء بالقنطار *** وقد روى من ذاك في الآثار بخاتم الحديد والمد نقل *** كذا بنعلين وبالعتق يحل عشر أواق واثنتى عشرة مع *** نصف وأربع أواق قد وقع وزن نواة ذهب قد نقلا *** أربعة الآلاف أيضاً انجلا وصح بالتعليم للقرآن لا *** برد بالضعيف يا من عقلا وسن بعض المهر أن يقدما *** قبل الدخول وهو ليس لازما وأن يطلق قبل مسها ولا *** سمى لها المهر ففيما أنزلا متعتها بقدر حاله ومن *** سماه فالنصف لها فحتمن إلا إذا عنه عفت أو إن عفى *** كمله وذاك خير لا خفا وبالدخول يلزم الكل لها *** إن لم يسمه فمهر مثلها وإن يقع بموته الفراق *** كان لها الميراث والصداق سمى لها أو لم يسم قد دخل *** أولا بلا فرق لنص لم يعل
وفي البناء تشرع الوليمه *** بالسنن الثابتة القويمه ولو بشاة وليجبها من دعي *** لها ويعص الله إن يمتنع وحيث كان صائمًا فليخبر *** بصومه إن شاء وليعتذر وفي اجتماع الداعيين أجب *** اسبقهم أو فابدأن بالأقرب وواجب تغييره لمنكر *** رآه أو فليرجعن لا يحضر سن إعلان النكاح لا بما *** يوجب فتنة أيا من فهما
وامرأة تزدان للزوج بما *** لم ينه عنه الشرع فيما حكما كالفلج للسن ، ووصل الشعر *** والنمص للوجه ، وقشر البشر والوشم والوشر النبي قد نهى *** عنها وزاد لعن من يفعلها كذاك صح لعن من ترجلا *** من النسا والعكس عن خير الملا
وحين يأتي أهله فليستتر *** وأن يسمي والدعاء بما أثر وليأت أنى شاء حرثه وقد *** حرم في الأدبار نصًّا يعتمد بل لعن الرسول من قد فعلا *** وفي الحيض قبل أن تغتسلا والعزل عنه قد نهى النبي *** لكنما ترخيصه مروي واختلفوا في الجمع منهم من جعل *** ذا النهي تنزيهًا وبعضهم حمل جوازه في أمة ويمتنع *** عن حرة بدون إذن فاستمع وهمَّ أن ينهي عن الغيلة ثم *** لم ير فيها ضررًا فلم يلم وقد نهى الزوجان عن إفشاء ما *** في حال الإفضاء جرى بينهما
وعشرة المعروف حتمًا أوجب *** نص الكتاب ، وأحاديث النبي فقد روي عن النبي من قوله *** خيركمو خيركمو لأهله والصبر والإحسان ما استطاعه *** وواجب عليها الطاعه ونفسها تبذل في حاجته *** وحفظه في نفسها وبيته ولا تصوم وهو شاهد بلا *** إذن سوى الفرض بنص نقلا وجائز تأديبها إن لم تطع *** بالهجر أو بالضرب نحو ما شرع وإن أطال غيبة لا يقدم *** ليلاً لنهي صح عنه فاعلم باب القسم بين الزوجات ، ووجوب العدل فيما يملك والقسم في زوجاته فليعدل *** في كل ما يملكه لا يمل وإن يجدد ثيبًّا فليقم *** ثلاث ، والبكر فسبعًا واقسم وإن يكن لثيب مسبعا *** سبع للباقي لنص رفعا وإن أراد سفرًا فليسهم *** وليأخذ الخارج سهمًا افهم وجاز للمرأة جعل يومها *** لضرة تضيفه لقسمها أو طرح بعض حظها أو كله *** صلح وعن ضرارها الزوج نهي
ثم الطلاق أبغض الحلال *** إلى الإله الحق ذي الجلال يباح للحاجة في حمل وفي *** طهر به ما مسها فلتعرف ألفاظه أصرحها الطلاق *** ومثله السراح والفراق وما عدا هذا تكون تكنيه *** وحكمه اعتبار مع النيه وينفذ الطلاق بالتخيير إن *** تختر فراقه لنص لم يهن ولم يقع طلاق التحريم بل *** بمثل تكفير اليمين فليُحل وفي الطلاق أشهد عدلين *** كذاك في الرجعة بالوحيين وينفذ التوكيل فيهما كما *** ينفذ في العقد كما تقدما في طلقتين بعد أن قد دخلا *** للحر في العدة رجعة بلا تجديد عقد وإذا ما دخلا *** أو انقضا العدة أو خلع فلا رجوع إلا بنكاح جددا *** والإذن منها وولي وجدا وبالثلاث فلتكن منه برا *** إلا بأن تنكح زوجًا آخرا نكاح ذي الرغبة لا المحلل *** إذ هو ملعون بنص المرسل وإن يطلقها فلا جناح أن *** يرجع إن إقامة الحدود ظن وفي المحيض النهي عنه نقلا *** وفيه بالرجعة أمر انجلا حتى من الحيضة تلك تطهر *** ثم تحيض بعد ثم تطهر فإن يشأ أمسك وإلا طلقا *** قبل مسيس فادر ما قد حققا وهل يكون واقعًا وهو الأصح *** إذ في الصحيحين دليله اتضح كذلك الطلاق في طهر به *** قد مسها ذا بدعة عنه نهي وصح إنكار نبينا على *** من جمع الثلاث دفعة ولا وفي وقوعه الخلاف قد شهر *** حيث رأوا تعارضًا فما أثر وأكثر الأصحاب والأتباع *** على وقوعه بلا اندفاع والظاهر اعتبار نية كما *** أحلفه الرسول فيما حكما واحمل رواية ابن عباس على *** هذا ولا تطرحن ما نقلا والعبد قل طلاقه بيده *** لا ينفذ الطلاق من سيده وبعد طلقتين ما له تحل *** لا بعد زوج عن جماهير نقل والخلف فيهما إذا ما عتقا *** من بعد أن تطليقتين طلَّقا هل جائز رجوعه بواحده *** أو لا لتضعيف النقول الوارده والهزل في النكاح والطلاق *** يمضي وفي الرجعة والعتاق والخطأ الإكراه والنسيان *** وما يحدِّث نفسه الإنسان به على الأمة ذا قد رفعا *** وما لمعتوه طلاق وقعا ومن يكن من قبل عقد طلقا *** فإنه لا شيء نصًَّا حققا
وامرأة محرم أن تسألا *** طلاقها بدون بأس انجلا وما له إضرارها لتفتدي *** تلك حدود الله فاحذر تعتدي إلا إذا عشرته لم تستطع *** فما عليها حرج أن تختلع يجوز بالقليل والكثير لا *** ما زاد عن مهر فمنع نقلا ويلزم التراضي باتفاق *** أو حكم حاكم مع الشقاق ونفسها تملك بعد الافتدا *** لا رجعة إلا بعقد جددا والخلع فسخ لا طلاق في الأصح *** تعتد حيضة كما الحديث صح والأكثرون طلقة قد عدوا *** وكالطلاق عندهم تعتد إلا إذا قد كان سمى أكثرا *** فهو الذي سماه فيما أثرا
تأجيل مَنْ مِنْ أهله قد آلى *** ما قدَّر الله له تعالى أربعة من أشهر وليقف *** بعد مضيه فإما أن يفي أو يعزم الطلاق وليكفِّر *** إن شاء حتمًا وهو قول الأكثر ودونها يختار إن شا كفَّرا *** وجاء أهله وإلا انتظرا
سماه ربي في الكتاب منكرا *** وقول زور فكفاك زاجرا ومن يكن من أهله قد ظاهرا *** ثم لما قال يعود كفَّرا عتاقة إن لم يجد فليصم *** شهرين إن لم يستطع فليطعم ستين مسكينًا وذا من قبل أن *** يمسها نص الكتاب والسنن واشترط التباع في الصوم وفي *** معتوقة إيمانها لا ينتفي وربع وسق قدر الإطعام على *** مد وذا أشهر ما قد نقلا وقد روي نصفًا ويروى كاملا *** والأرجح الذي ذكرنا أولا وجاز للإمام أن يدفع له *** من صدقات وله أن يقبله
ومن رمى زوجته ولم تقر *** ولم يجيء بالشهدا فيما ذكر ولا انثني عن رميه تلاعنا *** والبدء بالزوج كما قد بينا في الأربع الآي من النور فلا *** تطلب بيانًا فوقها يا من تلا يشهد الله لصدق ما ادعى *** أربع مرات خامسًا دعي أن لعنة الله عليه إن كذب *** والحد عنه أسقطن وانف النسب وفرقن بينهما للأبد *** ومهرها لها بلا تردد إن كان مسها وإلا لزما *** عليه شطرها كما تقدما وهي إذا لم تلتعن منه تحد *** بالرجم والجلد بنص لا يرد ويدرأ العذاب عنها حيثما *** تشهد بالله لكذب ما رمى أربع مرات وتدعو بالغضب *** خامسًا إن كان عليها ما كذب وغلظ اللعان في الأيمان *** والجمع والمكان والزمان وقبله الإمام فليعظهما *** وبعذاب الله فليخفهما كذاك في خامسة لم يعد *** عليهما الترهيب وليشدد وبعض فاعرض توبة عليهما *** هل منكما من تائب نصًا سما وما لها عليه من قوت ولا *** سكنى لما عن الرسول نقلا ثم بأمه فألحق الولد *** ومن يكن به رماها فليحد ومن يكن من حمل أهله انتفى *** ثم به من بعد ذاك اعترفا فإنه يجلد حد المفتري *** وألحقن به كما عن عمر ولا يجوز نفيه لكونه *** جاءت به مخالفًا للونه
والولد اجعل للفراش والحجر *** لعاهر كما بذا صح الخبر والشركا في أمة إن يدعوا *** جميعهم من ولدته يقرع بينهم ومن تصب له الولد *** وحظهم من دية عليه رد وقد روى اعتبار قول القائف *** في شبه به ارتياب ينتفي
تلزم للوفاة بالإطلاق *** لو لم يمسها وفي الطلاق فاشترط المسيس بالكتاب *** أعني بنص آية الأحزاب وعدة الحامل بالوضع تتم *** عن أي فرقة فحقق ما رسم وغير حامل فللموت اجعل *** أربعة الأشهر مع عشر تلي وإن تك الفرقة بالطلاق *** فعدة الحائض باتفاق ثلاثة القروء نصاً قدر *** وغيرها ثلاثة من أشهر والأمة اجعل مثل حرة إذا *** بالحمل تعتد بلا خلف خذا ودون حمل في الوفاة قدروا *** شهرين مع خمس لها وبالقرو قرآن إن حاضت وقل بالأشهر *** شهرين أو شهراً ونصفاً قدر وقيل مثل الحرة وذا العمل *** لمن طلاق العبد كالحر جعل وللوفاة استبرئن أم الولد *** بحيضة والخلف فيها قد ورد وقد روي عدتها كالحرة *** لكن ضعيف عند أهل الخبرة كذاك بالحيضة تستبرا الأمة *** مسبية أو مشتراة فافهمه ما لم تكن صغيرة أو بكرا *** فوطؤها حل بدون استبرا
ويلزم الاحداد في الوفاة *** عن كل زينة من الزوجات كالكحل والطيب خضاب وحلي *** وكل ما فيه تصنع جلي ما لم تكن عدتها قد كملت *** ولا جناح بعد فيما فعلت والكحل فيه للتداوي رخصا *** بالليل من دون النهار خصصا كذاك عند طهرها أن تأخذا *** طيباً به تتبع آثار الأذى وتلزم البيت الذي كانت به *** عند وفاة زوجها فانتبه وفي الأصح ما لها من نفقه *** لازمة لو حاملا فحققه وغير زوج لا يحل أن تحد *** فوق ثلاث للحديث فاعتمد وليس للبائن من سكنى ولا *** من قوت ثلاث للحديث فاعتمد لما روته أم قيس ونقل *** خلافه عن عمر وقد أعل وأكثر الصحب لها قد جعلوا *** سكنى وللحديث قد تأولوا وفي النهار جائز للعذر *** خروجها نص الحديث فادر وغير بائن لها القوت وجب *** وتلزم السكنى لها بلا رِيَب وغير جائز لها أن تخرجا *** من بيتها قد ولا أن تخرجا
خمس من الرضاع معلومات *** أثناء حولين محرمات ثم به يحرم ما قد حرما *** من نسب نصاً كما تقدما وفيه فليقبل مقول المرضعة *** إن شهدت به بلا مدافعة وقد روى الرضاع في حال الكبر *** عند الضرورات لتجويز النظر وأكثر الصحب خصوصه رأوا *** بسالم والبعض نسخه ادعوا وسنة لمرضع أن تفطمه *** إعطاؤها غرة عبد أو أمة
يلزم زوجا مرنة الزوجة من *** سكنى ومطعم وكسوة فمن بحسب الايسار والاقتار *** للنص في القرآن والآثار فإن يشح عن كفاية يحل *** بالعرف أخذها لنص قد نقل والولد المحتاج من والده *** والعكس والرقيق من سيده يكسيه مما يكتسى ويطعمه *** من الذي يطعم منه فاعلمه ولا يكلفه بما لم يستطع *** أو فليعاونه عليه فاتبع وغير هؤلاء لا تلزم له *** على القريب من سوى باب الصله فابدأ بمن تعوله مقدما *** فإن له أضعت كنت آثما وبعد من تعول فالأرحام صل *** من كل ذي قربى إليك يتصل الأم ثم الأب ثم الأخ ثم *** أدناك أدناك بترتيب لهم
والأم بابنها أحق في الصغر *** إلا إذا ما نكحت نص الأثر وبعد أن يبلغ سبعاً خير *** في أي والديه شا فليختر وخالة كالأم حيث تفقد *** لما أفاده الحديث المسند وفي الأصح الأب منها أقدم *** وقيل إجماعاً وحيث انعدموا يعين الأصح من أقارب *** وبعده الأصلح من أجانب
في الطيبات الأصل حلها كما *** أن الخبيث الأصل ما يحرما وما أحل الله والرسول حل *** وضده المنهي عنه فاعتزل وكل ما الوحيان عنه سكتا *** فذا دليل العفو فيه ثبتا فكل ما كان خبيثاً قد دخل *** في آية الأعراف من غير جدل ومنه في ثالثة الآيات من *** مائدة كاف لذي اللب الفطن وحرمن بالسنن القوية *** أكل لحوم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع *** والطير ذي المخلب بلا نزاع لكنما الضبع به قد صح نص *** بأنه صيد فمن هذا يخص والكلب والهر كذا الجلاله *** من قبل أن تعلم الاستحاله وجاء في القنفذ لكن ضُعفا *** حديث حظرها وفيها اختلفا كذاك في الضب روايات رجح *** مفيد حله لكونه أصح وفي الصحيح حل أكل الأرنب *** وقد روى إنكار أكل الثعلب ونملة ونحلة وهدهد *** دع قتلها وضفدع والصرد ووزغ بقتله النبي أمر *** وقتل خمس ذكرها في الحج مر وهذه من موجب التحريم *** عند أولي الفقه بلا توهيم وإن نجاسة بجامد تقع *** فألقها مع ما حواليها وقع وإن تقع في مائع فلا يحل *** قربانه قط لنهي قد نقل والكبد والطحال من دم يحل *** وميتة الجراد والحوت نقل وميتة البحر جميعها تحل *** وقد نهي عما طفا لكن أعل وقد يباح الحظر للمضطر *** لا الباغ والعادي لدفع الضر
والصيد حل بالسلاح الجارح *** وبمعلَّم من الجوارح إن ذكر اسم الله ثم أرسله *** يأكل ما أمسكه لو قتله بحيث لم يأكل إذا أمسكه *** ولم يجد سواه قد شاركه وما سوى معلم وذُكّى *** ما صاده حل بدون شك وحل ما أصيب بالمعراض *** بحده خزقاً بلا افتراض ومن رمى صيد وغاب عنه *** وفيه سهمه ومات منه حل إذا صادفه بغير ما *** ما فيه غير سهمه الذي رمى لو بعد أيام إذا لم ينتن *** وهكذا الجارح نص السنن
ما أنهر الدما والأوداج فرا *** ثم عليه اسم الإله ذكرا حل ولو شق عصى أو حجر *** ما لم يكن بالسن أو بالظفر ويحرم التعذيب للذبيحة *** ومَثُلَة بالسنن الصحيحة وقتلها صبراً ولعن من فعل *** ذلك قد صح بدون ما جدل وحدد الشفرة ثم وار *** عن وجه ما يذبح للآثار وغير مقدور على التذكية *** فيه فكالصيد بدون مرية وبذكاة أمه الجنين حل *** والحي حرم منه جزءاً انفصل ثم لنا طعام ذي الكتاب *** حل وعكسه بلا ارتياب وما تشك هل عليه سمى *** أو لا فعند أكله فسم وكل ما يذبح في ذي الأعصر *** لقبة أو شجر أو حجر فهو لغير الله قد أهل به *** وذاك شرك ظاهر لا يشتبه لو ذكر اسم الله للتدليس *** فذاك سعي في هوى إبليس فإنما يبعثه للنحر ما *** في قلبه من مرض لا سيما مع هتفه في الشر والجهر بيا *** فلان واغوثاً لكشف كَرْبِيَا هل فوق ذا الإشراك من كفران *** سبحانك اللهم ذا السبحان
إكرامنا للضيف والإيثار *** له به قد صحت الآثار بل أوجبت في حق واجد القرا *** وحدها ثلاثة وما ورا ذا فتصدق وضيف لا يحل *** تحريجه المضيف ما لا يحتمل وإن يكن مانعها مقتدرا *** جاز لضيف أخذ مقدار القرا وحرم أكل طعام الغير من *** غير رضاه لنصوص لم تهن ومنه حلب وثمار ونقل *** لجائع نداؤه رب الإبل أو رب حائط فإن لم يجب *** فليأكلن حاجته وليشرب دون اتخاذ خبنة فإن فعل *** فإنه يغرم والتنكيل حل
في بدئه سم وإن لم تذكر *** فسم عند الذكر لو بالآخر وباليمين كل من الحآفة لا *** من وسط مما يليك نقلا إلا إذا الطعام أنواعاً فلا *** مانع من حيث يشا أن يأكلا ومن جلوس لا من اتكاء *** وآخراً فاحمد مع الدعاء والقصعة العقها مع الأصابع *** وساقط الطعام خذ لا تدع والغسل لليدين بعده معا *** مضمضة منه لنص رفعا ومن دعا وجا بغيره لزم *** إيذان ذي المنزل فافهم ما رسم والاجتماع للطعام أخير *** وذمه يكره والتقذر والتمر قد نهى أن يرفعا *** قبل انقضا حاجتهم من شبعا وإن يك الغير له قد أطعما *** دعا له من بعد أن قد طعما
وكل مسكر حرام قد علم *** من لفظ من أوتي جوامع الكلم وما يكن منه الكثير أسكرا *** فإن ملء الكف منه حظرا والخمر لا تجعل خلاًّ والطلا *** يجوز أن يطبخ قبل أن غلا ويشرب العصير والنبيذ ما *** لم يغل فاهرق ذاك رجس علما وقد نهى عن خلط جنسين معا *** في الانتباذ فادر ما قد رفعا
وأول الشراب سمين وفي *** آخره فالحمد قل لا ينتفي سن بأنفاس ثلاثة ولا *** يَنْفس في الإناء نهى نقلا وباليمين من قعود قد نمى *** والأيمن الأيمن فيه قَدِّم وليكن الآخر شرباً من سقى *** ويكره الشرب من فم السقا والنضح في الماء أو الإناء *** وللقذاة اهرق بلا امتراء
والأكل والشراب في إنا الذهب *** أو فضة محرم فليجتنب وكل طاهر سواهما يحل *** للمؤمن استعماله فلا تمل وصح شعب قدح بسلسلة *** من فضة ما فيه بأس فاقبله وما نُهى عن انتباذ فيه من *** آنية فإن نسخه زُكن أعنى التي لو قد عبد القيس قد *** حظرها ترخيصه بعد ورد وجلد ميت بالدباغ استعمل *** والرطب واليابس فيد فاجعل وللإنا الأمر أتى بالتغطية *** وقد نهى عن اختناث الأسقيه وفي احتياجنا إنا الكتابي *** نغسله للأكل والشرابِ وإن ذباباً في الإنا قد وقعا *** يشرع أن يغمس ثم يُنزعا
والستر للعورة واجب على *** مكلف في ملأ أو في خلا وكل ما قد أخرج الله لنا *** من زينة حل بحمد ربنا من أي لون والذي قد حظرا *** فعنه رحمة بنا قد حذرا فيحرم الحرير إن زاد على *** أصابع أربع فيما نقلا أعني على الرجال إلا للدوا *** والافتراش مثل لبسه سوا ومثله القسي والمعصفر *** وثوب شهرة كذاك يحظر وكل ما يختص بالنساء *** فاحظره والعكس بلا مراء وقد نهي عن لبس ما فيه الصور *** ولبس مرأة لما يحكي البشر كذاك عن لباس الأُرجُوان *** كذا عن السُّتور والجدران وفي اللباس القصد والتواضع *** وفي الطعام والشراب يشرع ويستحب الحسن والجمال *** ويحرم الخيلاء والإسبال لنصف ساق يجعل الإزار *** والكم للرسغ كذا الآثار وكل ما تجاوز الكعبين *** عن بطر في النار دون مين وللنسا الإرخاء للذيول *** إلى ذراع لا يزد في الطول كذا على جيوبهن بالخُمُر *** يضربن والحجاب واجب فمر وباليمين ابدأ ومن كان استجد *** ثوبًا يُسنُّ الحمد بالذي ورد وقد روي الحث على النعال *** وقَدِّم اليمين في انتعال وقد نهي عن لبسها في رحل *** وتركه الأخرى بدون نعل وللرجال خاتم من ورِق *** من دون مثقال وما زاد اتق في خنصر اليمنى أو اليسرى نقل *** وللنسا الحرير والعسجد حل أما تحلي رجل بالذهب *** فهو حرام بالحديث فارهب والربط للسن به صح كذا *** يجوز منه الأنف أن تتخذا والطيب والخضاب إصلاح الشعر *** كالفرق والترجيل غِبًّا للأثر وقد نهي عن نتفه للشيب *** والخضب بالسواد دون ريب وكل شعر الرأس فاحلق أو فدع *** جميعه وقد نهي عن القزع
ثم التداوي جائز مشروع *** بكل ما أبيح لا ممنوع لكنَّما التفويض منه أفضل *** وأهله التوحيد فيهم أكمل وخير طلب للعباد النبوي *** فليتبع كل ما فيه روي من قوله وفعله وما أقر *** خذ كل ما أتاك واترك ما حذر في ذا الشفا من أجمع الأسقام *** للقلب والروح وللأجسام ولا يحل قط بالمحرم *** إذ ليس فيه من شفاء فاعلم كنجس والسم ثم المسكر *** كذا الخبيثات جميعًا فاحظر والكي فيه النهي والكره نقل *** والفعل والتجويز فيه فهو حل وجا على تاركه الثناء *** وفضله صحَّت به الأنباء وسن الاحتجام والتوقيت قد *** روي بسبع عشرة وقد ورد بتسع عشرة وفي العشر الأخر *** أولها للاحتجام في الأثر والنهي في السبت والأربعاء *** كذا الثلاثا جاء في الأنباء وكلها صحتها لم تلتزم *** والأفضل استعمالها بدون ذم ثم الرقى من الكتاب والأثر *** مشروعة بها الرسول قد أمر وما روي من أنها شرك حمل *** على سواهما فحقق ما نقل إذ قد رقى نبينا وقد رقي *** ثم لها أرشدنا فحقق وإنما الشرك الذي لا يعقل *** معناه من إرث اليهود ينقل ومن فعال خادم الشيبطان *** وعابدي النجوم ذي الكفران والخلف في تعلق التمائم *** من آية أو من حديث قد نمي ومنعها أولى لأن النهي عم *** وغيرها شرك وللقلب سقم والسحر بالأقدار قد يؤثر *** وإن يحل بالرقى لا يحظر لا سيما بالعوذتين فافهموا *** أما بسحر مثله فيحرم والعين حق والرقى منها تحل *** وبغسول عائن فليغتسل من قد أصابته ولا يمتنع *** من اغتسال عائن فاستمع وصحَّت العدوى فلا تعتقد *** ولا تطيرن وثق بالصمد
وحفظ الأيمان به الله أمر *** وكثرة الحلف فعنه قد زجر وإنما يكون باسم الله *** أو صفة ثابتة لله أما بمخلوق فشرك فاحذر *** فاعله منه الرسول قد بري كحالف بالآباء والأولاد *** كذا بالأمهات والأنداد كذا بغير ملة الإسلام *** يحرم فافهمه بلا إيهام تكفيره كلمة الإخلاص *** بأن يقولها مع الإخلاص ومتبع اليمين باستثناء لا *** حنث ولا يشرط أن يتصلا ومن رأى ترك اليمين أخيرا *** يأت الذي أخير وليكفِّرا ومكره على اليمين ما لزم *** وإن يكن أحنثها فما أثم وحالف على يمين بالكذب *** فذلك الغموس فاحذر واجتنب واللغو لا يؤاخذ الله به *** لكن بما يعقده بقلبه ومسلم عليه حق المسلم *** إبراره طاقته في القسم هذا وتكفير اليمين ما ذكر *** في آية المائدة افهم وادكر
يصح لابتغاء وجه الله *** ويلزم الوفا به لله وفي المعاصي حرمة النذور *** ومنه ما ينذر للقبور ولا يجوز في قطيعة الرحم *** أو غير ما تملكه يا من فهم وعيد جاهلية يحرم أن *** ينحر لله به نص السنن وكل ما لم يأذن الله به *** أو كان لا يطيقه فانتبه ومن بكل ماله قد نذرا *** أجزأه الثلث لما قد أثرا ومن بنذر لم يسم نذرا *** أو عاصياً أو لم يطقه كفَّرا كفارة اليمين والمشرك إن *** ينذرْ فيسلمْ يلزم الوفا فدن ومن يمت وهو بقربةٍ نذرْ *** عنه قضى قريبه نص الخبرْ وناذر في المسجد الأقصى يُصَلْ *** أجزأه في الحرمين إن فعلْ
يشترط اجتهاد من يلي القضا *** وأن يكون عادلاً فيما قضى ذو ورع في دينه لا ذا هوى *** يحكم بالحق على النهج السوا مراقبا لله في الأحكام *** وليس يخشى لومة اللوام ويحرم الحرص على القضا وأن *** يطلبه فإن ذاك لم يُعن ولا يحل للإمام أن يُلي *** أعماله أصحاب هذا المثل ولا لعاجز عن القيام *** بحقه من خدمة الإسلام وإنه لخطر عظيم *** إلا لمن بالعدل يستقيم مجتهداً فإن يصب أجران *** أو لا فواحد مع الغفران ويحرم الرشوة والهدية *** لأجله من جهة الرعية ولعن الراشي كذا من ارتشى *** ورائش بينهما بها مشى والحكم عند شاغل فاجتنب *** كالخوف والهم وحال الغضب وسوِّ في المجلس بين الخصما *** لا يكون كافرا ومسلما واسمع من الآخر مثل الأول *** قبل القضا بينهما كي ينجلي وسهل الحجاب بالإمكان *** وجاز الاتخاذ للأعوان لحاجة وجائز أن يشفعا *** ويعرض الصلح وأن يستوضعا وظاهراً ينفذ ما قد حكما *** به ولا يُحِل شيئاً حَرُمَا
ويحكم الحاكم بالإقرار *** أو شاهدي عدل مع الإنكار أو رجل وامرأتين فاسمع *** أو بشهيد مع يمين المدعي إن لم يجد بينة من ادعى *** حلف من كان عليه يُدعى وردها على من ادعى نقل *** عند نكول منكر وقد أُعل وغائباً حِلْف بنفي العلم *** بالمدعي وفي يمين الذمي ذكِّرْهم اللهَ وفعله بهم *** من نعمة نصاً صريحاً قد فهم وهل له بعلمه أن يحكما *** فيه نزاع طال بين العلما وغير عدل خائن ذو الغمر لا *** شهادة له بنص يجتلى والزاني والقانع والمتهم *** وقاذف ما تاب فيما يعلم وهكذا البادي على ذي القرية *** وقيل مقبول مع العدالة ولا تجز شهادة ممن كفر *** على الذي أسلم إلا في السفر جاز على وصية أن يشهدوا *** بحيث فيه المسلمين فُقدوا كما أتى تفصيله في المائده *** ثلاث آيات حوت مقاصده والزور قوله من الكبائر *** فيه من الوعيد أقوى زاجر وذم شاهد ولم يستشهد *** إلا لجهل المدعي فليحمد والمدعى فيه إذا تعارضا *** بينتاهما بقسمة قضى والعاقل البالغ إن جداً أقر *** بأي شيء لا محالاً يعتبر وقد نهى عن ادعا المظالم *** كذاك عن إعانة للظالم
واحذر حدود الله لا ترتكب *** فبارتكابها حلول الغضب وواجبٌ على ولاة أمرنا *** إقامة الحدود مهما أمكنا على وضيعٍ كان أو شريف *** بشرط الاختيار والتكليف وباعتراف فاعل أو إن تقم *** بينة لا بالظنون والتهم في حضر وسفر وقد نقل *** في الغزو لا يقطع لكن قد أعل والشبهات إن تكن محتمله *** يدرأ بها الحد بلا مجادله وينقص الإيمان ممن فعله *** فإن يتب فهو كمن لا ذنب له وتعرض التوبة قبل الحد *** أو بعده عليه دون رد وأي حد للإمام رفعا *** يحرم أن يشفعَ أو يُشَفَّعا فيه وتضييع حدود الله *** أعظم موجبات مقت الله فكم أتى فيه من التهديد *** ومن وعيد بالغ شديد
لبكر جلد مائة حد الزنا *** ونفيه عامًا ، ومن قد أحصنا يقتل رجمًا بعد جلده وفي *** بعض الأحاديث برجمه اكتفي وليشهدن طائفة حدهما *** من الذين آمنوا فليفهما والحكم في أهل الكتاب هكذا *** إذا تحاكما إلينا فخذا برجمه بينة إن تقم *** أو حَبَل أو اعتراف فاعلم وفيه مرة كفى الإقرار *** وقد روي أربعًا التكرار وعند الإنكار شهود أربعة *** إن لم تجدهمو فذا الحد ادفعه وادفعه بالشبهة إن تحتمل *** أو مانع بان كجبِّ الرجل وكونها عذراء أو رتقاء أو *** غير مكلَّف ومكره رووا وحاملاً أمهل إلى أن تضعا *** إن يضع الطفل إلى أن ترضعا واجلد بعثكال مريضًا فادر *** والحفر للمرجوم حتى الصدر والرجم فليبدأ به من شهدا *** أو الإمام لاعتراف وجدا وحيث عن إقراره قد رجعا *** ردَّ إلى الإمام نصًّا رفعا وحد عبد نصف حد الحر في *** جلد لمحصن وحر فاعرف يقيمه السيد أو فالحاكم *** عليه واعلم أنه لا يرجم ومن بنفسه رمى معيَّنه *** لم تعترف ولم يجئ ببينه حد لقذف وزنًا وهو معلّ *** لكن نصوص القذف توجب العمل ومن وطئ جارية لامرأته *** له أحلَّتها ففي عقوبته يؤثر جلد مائة فليعلم *** إن لم تحلها له فليرجم ومن يلط بذكر فليقتلا *** كلاهما حيث اختيار انجلا ويقتل الناكح ذات محرم *** وما له فيء بنص قد نمي وقتل من يأتي بهيمة نقل *** معها وقيل كالزنا وقد عمل بعض به وقيل بل يعذَّر *** وهو الذي به يقول الأكثر
ومن رمى لمحصَن فدفعه *** ولم يجئ بشهداء أربعه فحده جلد ثمانين كما *** في سورة النور صريحًا محكما يثبت هذا الحد بالإقرار أو *** بشاهدي عدل لمقذوف أتوا ويجلد المملوك أربعينا *** فيه قضاء الخلفا استبينا ويفسق القاذف فلا تقبل له *** شهادة وحيث تاب فاقبله
والسارق المكلَّف المختار *** إن كان شاهدان أو إقرار بربع دينار فما يزيد أو *** مقداره من حرزه القطع رووا ليده اليمنى من الرسغ وذا *** يفسر الإطلاق في الآي خذا وثانيًا فرجله اليسرى اقطع *** وثالثًا يسرى يديه أتبع ورجله رابعة إن عاد له *** والقتل في خامسة لا أصل له وقيل في ثالثة فصاعدا *** تعزيره وفيه موقوف بدا وبعد قطعه بحسم أمرا *** واليد بالسارق علِّق منذرا وخائن فقطعه لا يجب *** كذاك الاختلاس والمنتهب وثمر لم يأوه الجرين أو *** حريسة المرتع لا قطع رووا وجاحد العاريَّة القطع نقل *** عليه والبعض بهذا قد عمل والعرف في الحرز اعتبر كالطعن *** لنِعَمٍ وللثمار الجُرُن وقبل رفعه إلى الإمام لا *** بأس بعفوه وبعده فلا
وأيَّما مكلَّف قد شربا *** من مسكر على اختيار ضرُِبا بذاك أربعين وليعزَّر *** إلى ثمانين بنصِّ الأثر والعبد نصف ذا بلا إنكار *** بشاهدي عدل أو الإقرار ومن تقيَّأها فذا قد شربا *** دون تردد وحدًّا ضُرِبا وجاء في من منه سُكْر وُجِدا *** دون اعتراف ترك بحث أسندا وقد روي عن ابن أم عبد *** بوجد ريحها إقام الحد والقتل في رابعة قد أمرا *** به وصحَّ النسخ من غير مرا
وفي المعاصي دون حد عُزِّر *** بالحبس أو بالضرب لا بأكثر من عشرة الأسواط بالنص ثبت *** وللصحابة اجتهادات أتت كذاك بالنفي وبالهجر أُثر *** وغلظة الكلام كيما ينزجر والصائل ادفع لو بقتله إذا *** ما انكف عن عدوانه بدون ذا ودون دين أو دم من قتلا *** أو مال أو أهل شهيد نقلا واستثن من هذا وليَّ الأمر *** في الدم والمال وجوب الصبر
ثم المحاربين فيم احكم *** بآية المائدة اقرأ وافهم لكنَّما الخلاف في تفسير أو *** فالبعض للتخيير معناها رأوا في ذي العقوبات الإمام خُيِّرا *** يفعل منها فيهم الذي يرى وقيل للتنويع في الجرائم *** فيها بترتيب الجزاء فاحكم بالقتل والصلب على من قتلا *** وأخذ المال ومن يقتل ولا يأخذ مالاً حسبه القتل فعي *** ثم بأخذ المال وحده اقطع ليده ورجله خلافا *** وحيث للسبيل قد أخافا ينفى من الأرض وهذا الثاني *** قول الجماهير بلا نكران إلا الذي يتوب قبل القدره *** عليه أسقط كل ذي بالتوبه وهل بها يسقط حق الآدمي *** من مال أو قصاص قولان نمي
ثم البغاة واجب قتالهم *** حتى إلى الحق يعودوا كلهم ولا يجوز قتلنا من يؤسر *** منهم ولا يتبع منهم مدبر ولا يجز على جريحهم ولا *** أموالهم تغنم فيما نقلا باب جامع من عقوبته القتل تقدَّم الرجم لزان أحصنا *** والقتل للوطي في باب الزنا ومن لذَّات محرم قد استحل *** ومن لنفس حرَّم الله قتل على تفاصيل ستأتي أوجب *** عليه قتلاً تاب أو لم يتب وقاتل الحربي حتى يسلما *** وذاك في الجهاد قد تقدَّما كذاك من لدينه قد بدَّلا *** كمن يسب الله أو من أرسلا أو دينه أو الكتاب المنزلا *** بشرك أو تكذيب أو ما انتحلا من ناقض لأي دين انتقلا *** أو لفريضة أبى أن يقبلا أو جحد القطعي لا إن جهلا *** وساحر وكاهن وهؤلا من تاب منهم كان محقون الدم *** ما غير زنديق فخلف قد نمي ويحرم التكفير للملِّيِّ *** إلا بكفر واضح جليِّ
وإنَّ من كبائر الآثام *** جرمًا إصابة الدم الحرام وصحَّ أنَّ أوَّل القضاء *** في الحشر بين الناس في الدماء وقد أتى فيه من الوعيد *** ما ليس في ذنب سوى التنديد من ذاك ما في آية النسا أتى *** وغيرها وكم حديث ثبتا من عظم التغليظ في عقوبته *** جاء النزاع في قبول توبته وإن يكن قبولها هو الأصح *** كما إليه كل سنِّي جنح برهانه في سورة الفرقان *** أبلِغ بقيل الله من برهان ولا يخلَّد أبدًا في النار *** من مات غير مشرك بالباري كذا معاهد بنص قد نمي *** حرمة قتله كقتل المسلم ومن قتل له قتيل خُيِّرا *** في قَوَد أو دية قد أثرا أو عفوه عن قاتل بلا فدا *** ومن يرد رابعة قد اعتدى وحاكم يُسنُّ عرض العفو له *** على الولي لعلَّه أن يقبله وخطأ وشبه عمد لا قود *** بل عتق مؤمن على من قد وجد من لم يجد فصوم شهرين ولا *** توبة لجبار السماوات العلا ودية لأهله مسلَّمه *** على تفاصيل ستأتي قيمة ويلزم التكفير في العمد إذا *** عفى الولي من باب أولى فخذا
ويثبت القصاص في العمد على *** مكلَّف حيث اختيار انجلا فالنفس بالنفس إذا تكافآ *** والعين بالعين قصاصًا افقآ والأنف بالأنف كذاك يجدع *** ومثله الأذن بالأذن تقطع والسن بالسن كذاك فاقلع *** وسائر الأعضاء قياسًا أتبع ويثبت القصاص في الجروح من *** بعد اندمال حيث إمكان زكن والكفؤ في الدين وفي الحرية *** معتبر في الشرع دون مريه في الذكر اقتله اقتيادًا بالذكر *** كذاك الأنثى بالكتاب والأثر وصحَّ قتل امرأة بالرجل *** والعكس والعبد بحر فاقتل كذاك قتل كافر بمسلم *** بدون عكس فيهما فليعلم ووالد بولد لا يقتل *** وإن أعل فعليه العمل ويقتل الواحد بالجماعه *** والعكس وهو مذهب الجماعه وحبس ممسك وقتل القاتل *** بالنص ثابت فلا تجادل وليس يجزي والد عن الولد *** كلا ولا العكس بنص معتمد
مقدار عقل كل مسلم ذكر *** بمائة من إبل نص الخبر تكون في العمد وشبهه على *** ثلاثة الأقسام فيما نقلا منها ثلاثون بسن الجذعه *** ومثلها من الحقاق فادفعه وأربعون خلفات أدِّها *** تكون في بطونها أولادها وخمسة في خطأ فلتجعل *** من كل أسنان زكاة الإبل بنت مخاض ولبون حِقَّه *** مع جذعات أعط مستحقه خامسها فابن اللبون الذكر *** وفي حديث ابن مخاض ذكروا من كل عشرين عشرين ادفع *** ثلاثة الأعوام أجِّلت فعي وهي على عاقلة القاتل لا *** عمدًا ففي مال الذي قد قتلا أو مائتا بقرة أو ألفا *** شاة وبالدينار فادفع ألفا والفضة اثنا عشر ألف درهم *** أو مائتان جلَّة نصًّا نمي في السن واللسان ثم الذكر *** والأنف إن أوعب جدعًا قدِّر والصلب والعينين واليدين *** والشفتين قل مع الرجلين والبيضتان مثل والأذنان *** إحداهما النصف بلا نكران كذاك في أرنبة الأنف وفي *** كل من الحواس عقل فاعرف مأمومة قدِّر ثلث الدية *** جائفة كذاك دون مرية ناقلة عشر ونصف العشر *** وكل أصبع دها بالعشر هاشمة كذا وفي المواضح *** والسن نصفه بنص واضح ودون هذه إليها فانسب *** إذ لم يجئ تقديرها عن النبي في المرأة اجعل نصف عقل الذكر *** في زائد عن ثلث فادَّكر ودون ثلث فكعقل الرجل *** والنصف للذمي بدون جدل وقيل ثلثها وجوب التأديه *** وفي المجوس ثلثا عشر الديه وفي الجنين حيث ميتًا سقط *** غرة عبد أو وليدة فقط وعقل عبد ما به قد قُوِّما *** وأرشه بحسبها كذا الإما والحكم في مكاتب أن يودى *** بعقل حر قدر ما قد أدَّى وقد روي في العين ذات العور *** بثلث عقل العين ذات البصر وفي اليد الشلاَّء وفي السوداء من *** الأسنان ثلث عقلها فافهم ودن ومن تطبب جاهلاً فأعنتا *** نفسًا فما دون الضَّمان ثبتا
ثابتة إن لوث قد وجدا *** تُصبر خمسون يمينًا عددا يعرضها الحاكم أولاً على *** من ادعوا بأن ذا قد قتلا صاحبنا فإن أبوا ردت إلى *** متهم وبنُكول عقلا ولا يطل للالتباس الحالْ *** بل يثبت العقل ببيت المالْ برهانه ما في قتيل خيبر *** وغيره فافهم ولا تكابر
والعتق قد حث الكتاب والأثر *** عليه فاغنمه فنعم المتَّجر فإنَّ من أعتق عبدًا مسلما *** كان له الفكاك من جهنما بكل عضو منه عضوًا منه *** ينقذه الله فيعفو عنه فاعمله لو إعانة والله لا *** يضيع أجر المحسنين عملا أعلى الرقاب ثمنًا أفضلها *** في العتق والأنفَس عند أهلها صحته من مالك مكلَّف *** صحيح ملك جائز التصرف صيغته أنت عتيق أنت جر *** أعتقت أو حررت فافهمه تسر ومن لرحم محرَّم له ملك *** فإنه يصير حرًّا دون شك ولا يجازي والد من ولده *** إلا بعتق إن رقيقًا وجده ومن بمملوك له قد مثِّلا *** كان عليه عتقه لا جدلا فإن أبى أعتقه الإمام *** ولاحتياج جاز الاستخدام وحيث بعض الشُرَكَا قد أعتقا *** نصيبه يلزمه أن يعتقا بقية العبد بأن يقوِّما *** ولنصيب الشركاء سلِّما وحيث لا مال له فقد عتق *** نصيبه واستسعه ولا تشق فيما بقي إن شا وإلا كانا *** مبعَّضًا فحقق التبيانا ومن أراد عتق زوجين معا *** بالزوج فليبدأ لنصٍّ رفعا وجاز أن يشرط خدمة على *** معتوقه نصًّا وإجماعًا تلا ولا ولا لغير معتق ومن *** يشرطه فاردده بنص المؤتمن وجاز عتق عبده عن دبر *** ولاحتياج بيعه لم يحظر كذاك للمالك أن يكاتبا *** مملوكه على خراج ضربا وبالوفا يصير حرًّا وبما *** أدَّى فعتق مثله قد لزما منه وبالعجز عن التسليم *** يعود في الرق بلا توهيم وقد روي الوضع عن المكاتب *** واختلفوا في رفعه إلى النبي وقد يكون داخلاً معنى *** إيتائهم فالوضع منه يعنى ومن لها مكاتب مقتدر *** فأمرها بالاحتجاب يؤثر واختلفوا في بيع أم الولد *** والمنع أولى وبموت السيِّد تعتق إلا أن يشاء عتقها *** حيًّا فحرَّة متى أعتقها يا ربِّ عتقًا من عذاب النار *** يا عالم الإعلان والإسرار
هذا ولما تمت الأحكام *** بحمد ربي يحسن الختام بذكر أشياء من الأخلاق *** والحسن والتزهيد والرقاق وأدب الدخول والسلام *** وأدب الجلوس والقيام ففي الدخول استئذنا وسلِّم *** وإن رُددت ارجع بنص محكم لم تجد من أحد لا تدخل *** لا لمتاع لك في البيت الخلي ومن دعي وجا مع الرسول *** فذاك إذن له في الدخول ومن ببيت دون إذن نظرا *** ففقؤ عينه يكون هدرا وسنة تثليث الاستئذان *** كذا السلام دونما نكران وعند الانصراف أيضًا سلِّم *** فليست الأولى أحق فاعلم ومن لقيته وإن لم تعرف *** سلِّم عليه لو صبيًّا فاعرف يسلِّم الأصغر على الكبير *** كذا القليل قل على الكثير كما على القاعد من مرَّ كما *** ماشٍ عليه راكبٌ قد سلَّما وواحدٌ يجزِئُ في بدءٍ وردّْ *** إن كان في جماعة نصًّا ورد وجاز تسليم على النساء *** والعكس حيث الأمن من إغواء وإن وجدت كافرًا ومسلِما *** فسلِّمَنْ واعنِ به من أسْلَما لا تبدأ الذمي سلامًا واردد *** قل : وعليكم إن بدا لا تزد واضطره لأضيق الطريق إن *** وجدته فيها لنصٍّ لم يهن وترك تسليمٍ على المقترف *** يجوز إن طمعت فيه أن يفي وجاز الاعتناق في اللقاء *** كذا تصافح بلا امتراء ولا يحل مؤمن أن يهجرا *** أخاه من فوق ثلاث أثرا وشمِّت العاطس بالترحم *** إن حمد الله وبِرَّ القسم فراعه إذا حلفت وابرر *** أخاك إن يحلف لنص الأثر واردد تثاؤبًا فإن لم تستطع *** فدع على فيك يدًا نصًّا رفع وإن يكن ثلاثة في سفر *** لا يتناج اثنان دون الآخر ولا تُقِم من مجلس أخاك بل *** تفسَّحوا واتَّسعوا دون جدل كذاك بين اثنين لا تفرِّق *** في مجلس إلا بإذن حقِّق وإن تقم من مجلس فكفِّر *** عنه بذكر الله ثم استغفر وعن جلوس في الطريق قد نهي *** فإن فعلته فقم بحقِّه
والبر حسن خلق والإثم ما *** حاك وقد خشيت أن يُعلما عليك تقوى الله ذي الإحسان *** ما استطعت في سر وفي إعلان وابر بوالديك والأرحام صل *** واحذر عقوقًا وقطيعة تضل وكن بوالد رحيمًا وولد *** وبجميع الخلق تهدي للرشد وباليتيم أحسن والأرمله *** وبالمساكين ولو باللين له وراع حق الجار واعرفنه *** واكفف أذى عنه ولا تخنه واكفف عن الشر وللخير افعل *** والرفق في كل الأمور استعمل وقِّر كبيرًا والصغير فارحم *** والضيف أكرم والطعام أطعم وانصح لكل المسلمين تثب *** وإن دعاك مسلم فاستجب واتبعه ميتًا ومريضًا فعد *** وإن رأيت مبتلى اللهَ احمَدِ والفخر بالأحساب والتعصُّبِ *** والطعن في الأنساب عنها اجتنب واعص هوى النفس ولا تحاوله *** وادلل على الخير تكن كفاعله واهد سبيلاً وأغث ملهوفا *** والعرف فاصنع واشكر المعروفا وعاون المؤمن وانصر إن ظُلِم *** واردده عن ظُلْم إذا به يُلِم وكربه نفِّس وعيبه استره *** ولا تُذِلَّه ولا تُحقِّره ولا تُعَيِّره بذنبٍ قد عمل *** وعن عيوبه بعيبك اشتغل والمؤمنون منهمو لا تسخر *** واللعن والسباب والنَّبْذ احذر والغيبة احذر وكذا النَّميمه *** والزور والرذائل الوخيمه ويكره المدح ولو بما يُرى *** لكونه على النفوس خطرا وسوء ظنٍّ والتَّجسُّس احذرا *** والحسد والبغضا والتعايرا ومن شرار الناس في الدارين *** من بينهم يكون ذا الوجهين واصدق وكن عن كذب بمعزل *** والصبر فاصبر والأذى فاحتمل وما تحب عنك أن يُكَفَّا *** فكن عن الناس له أكَفَّا واحلم ولا تغضب وللغيظ اكظم *** والعفو خذ واجتنب المآثم وجانب الفحش وسوء الخلق *** وحسن الأخلاق مهما تطق وبرَّ يمينًا وبعهد الله فِي *** إيَّاك والغدْر بريد التَّلَفِ ولا تخن مؤتمنًا وإن تعد *** أنجز وإن يسترعك الله اجتهد إياك والبخل وسوء المَلَكَه *** وإن تطع شُحًّا فتلك الهلكه وخالط الناس ودارهم ولا *** تراع في الدين فتبغي بدلا وقد يكون الاعتزال أخْيَرَا *** إن كان في الخُلطة يخشى خطرا واحذر غُلُوًّ والجماعة الْزَم *** وبالكتاب والحديث اعتصم والأمر بالمعروف ونهي المنكر *** فرض محتَّم على المقتدر باليدان يعجز فباللسان *** وعاجز يكره بالجنان ومن رضي بمنكر وتابعا *** عاقبه الله وفاعلاً معا عليك باليسر ولا تعسِّر *** وبشِّر الناس ولا تنفِّر ثم الحيا من شعب الإيمان *** إلا من الحق بلا نكران فاستحي من مولاك أن يراك *** مرتكبًا عمدًا لما نهاكا والحُبَّ لله وفي الله اجعل *** والبغض والرِّضى تكن له ولي ودم على الأوراد والأذكار *** مما روي في ثابت الأخبار فإنها مطردة الشيطان *** بها حياة شجر الإيمان
خذ واضح الحِلِّ ودع ما اشتبها *** مخافة المحظور يا من فقها وازهد بدنياك وقصِّر الأمل *** واجعل لوجه الله أجمع العمل وزهرة الدنيا بها لا تفتتن *** ولا تغرنك وكن ممن فطن والمال والأولاد فتنة وما *** للمرء نافع سوى ما قدَّما هم المقلُّون الذين أكثروا *** إلا إذا لم يسرفوا ولم يقتروا وإنما الغنى غنى النفس ولا *** تيأس ولا تأمن وكن محسبلا وعن محارم الإله فاصبر *** واستعن بالله وإياه اشكر ثم عليه فتوكَّل واكتف *** من يك ربي حسبه فقد كفي وللسان احفظ ولا تكلَّم *** إلا بخير أو فصمتًا الزم وخشية الله فلازم وانته *** عما نهاك وامتثل لأمره تالله لو علمت ما وراءكا *** لما ضحكت ولأكثرت البكا قد حُفَّت الجنان بالمكاره *** والنار بالذي النفوس تشتهي مع كون كل منهما إلينا *** مع كون كل منهما إلينا وإن من علامة القيامه *** إضاعة الأمة للأمانه إياك والسمعة والريا ولا *** تعجب وللنفس فجاهد عاجلا وإن عمِلْتَ سيِّئًا فاستغفر *** وتب إلى الله بدارًا يغفر وبادرن بالتوبة النصوح *** قبل احتضار وانتزاع الروح لا تحتقر شيئًا من المآثم *** وإنما الأعمال بالخواتم ومَنْ لقاء الله قد أحبَّا *** كان له الله أشدَّ حُبَّا وعكسه الكاره فالله اسأل *** رحمته فضلاً ولا تتِّكل والموت فاذكره وما وراءه *** فمنه ما لأحد براءه وإنه للفيصل الذي به *** ينكشف الحال فلا يشتبه ويعلم العبد الذي عليه *** يقدم مع ما صائر إليه يتبعه أهل ومال وعمل *** فيرجع اثنان ويبقى العمل يليه الامتحان في القبور *** وبرزخ دام لنفخ الصُّور فالقبر روضة من الجنان *** أو حفرة من حفر النيران إن يك خيرًا فالذي من بعده *** أفضل عند ربنا لعبده وإن يك شرًّا فما بعد أشد *** ويل لعبد عن سبيل الله صد والنفخ في الصور ثلاثًا أولا *** لفزع والنفخ للصعق تلا وانشقَّت السماء ثم انكدرت *** نجومها والنيران كوِّرت وتنسف الجبال والبحار *** تسجر ثم تهمل العشار وارتجت الأرضون ثم زلزلت *** بما عليها وبغير بُدِّلت وعن رضيع مرضع قد ذهلت *** وتسقط الحامل ما قد حملت وكل مخلوق عليها قد فني *** لم يبق غير الصمد المهيمن والنفخة الأخرى إلى النشور *** لبعث الأموات من القبور غرلاً حفاة مثل خلق أول *** أعادهم مبدؤهم وهو العلي ثم يساقون لنحو المحشر *** خلفهم النيران ذات الشرر فيوقفون شاخصي الأبصار *** منتظري فصل قضا الجبَّار في موقف يلجمهم فيه العرق *** ويعظم الهول ويشتد الفرق قد ضوعف الكرب على النفوس *** ودنت الشمس من الرءوس وانشقَّت السماء بالغمام *** لمهبط الملائك الكرام ثم يحيطون بأهل الأرض *** جميعهم ذلك يوم العرض وجنَّة للمتقين أزلفت *** وللغواة فالجحيم بُرِّزت واستشفع الناس بأهل العزم في *** إراحة العباد من ذا الموقف وليس فيهم من رسول نالها *** حتى يقول المصطفى أنا لها ثم تجلَّى الله للقضاء *** بين عباده بلا امتراء واقتص للمظلوم ممن ظلمه *** بحكمه العدل كما قد علمه وكل عبد سيرى ما كسبا *** ومن يناقش الحساب عُذَّبا لكل عامل كتاب ينشر *** فيه جميع سعيه مسطَّر يعطاه باليمين ذو الإيمان *** ومن وراء الظهر ذو الكفران ويوضع الميزان هذا يثقل *** وذا خفيف الوزن وهو المبطل وجيء بالرسل وبالأشهاد *** وامتاز أهل الجرم بالإبعاد يوم على الأفواه فيه يختم *** وتشهد الأعضا بما قد كتموا واتبع الكفار ما قد عبدوا *** فبئس وِرد للجحيم وردوا ثم تجلى لذوي الإيمان *** معبودهم ذو الفضل والإحسان حتى إذا رأوه خرُّوا سُجَّدا *** جميع من مات به موحِّدا ومن يمت منافقًا لم يستطع *** إذ للسجود قد دعي فلم يطع يأذن بالرفع لهم ثم يمدّْ *** جسرًا على النار من السيف أحدّْ ويقسم النور بقدر العمل *** يتمه الله لمن له ولي وينطفي نور المنافقينا *** فوقفوا إذ ذاك حائرينا لأنهم بالوحي ما استضاؤوا *** بل كذَّبوا فذا لهم جزاء ثم ينجِّي الله كل مُتَّقي *** وكُبَّ في نار الجحيم من شقي واستفتح الرسول باب الجنه *** للمؤمنين الناصرين السنه من بعد وِرد حوضه الذي وعد *** يشرب من كل عبد قد سعد وزيد كل الأشقياء عنه *** وما لهم قط شراب منه وانقسم الخلق إلى قسمين *** وما لهم مأوىً سوى الدارين فأولياء ربنا بداره *** فازوا بدار الخُلد في جواره دار بها ما ليس عين قد رأت *** كلا ولا أذن به قد سمعت ولا درى قلب به ولا خطر *** قطُّ ببال أحد من البشر بناؤها من فضة ومن ذهب *** ليس بها من صخب ولا نصب ملاطها كان بمسك أذفر *** حصباؤها من لؤلؤ وجوهر ترابها من زعفران وبها *** ما لا يعد قدرها من البَها في غرف مبنية ظهورها *** تحكي البطون دائمٌ حُبُورها في درجات بُعد ما بين السَّما *** والأرضِ والفردوسُ أعلاها سما منها انفجار أنهر الجنان *** وسقفها العرش بلا نكران فيدخلون أولاً على زمر *** أول زمرة على ضوء القمر أبنا ثلاث وثلاثين سنه *** جُرْدًا مكحَّلين مُرْدًا حُسنه وجوههم من السرور مسفره *** لا ذلة ترهقها أو قتره صفوفهم عشرون بعد المائة *** أمَّا ثمانون فمن ذا الأمَّة في عيشة راضية مرضيه *** وفُرُش مرفوعة عليَّه آنية من ذهب وفضة *** لهم مجامر من الأُلُوَّةِ رشحهم المسك قلوبهم على *** قلب امرئٍ من كل حقد قد خلا لو واحد منهم بدا أساوره *** أضاءت الدنيا به أو ظفره لهم من الحرير ملبس *** إستبرق فيها وخضر السندس عليهمو من لؤلؤ تيجان *** تضيء للؤلؤة الأكوان بلا انقطاع رزقهم مدرار *** جارية تحتهم الأنهار في فنن ممدودة الظلال *** شبه ما تثمر بالقلال طعامهم من كل لون فُكِّهوا *** فيها ولحم طائر مما اشتهوا شرابهم فيها من التسنيم *** والسَّلسبيل نزَّل الرحيم أزواجهم حور حسان عين *** كأنهن اللؤلؤ المكنون قد أُخدِموا فيها من الولدان *** ما قصَّة الرحمن في القرآن أدناهمو ولا دنيء فيهموا *** له ثمانون ألوف خدموا زُوِّج من خيراتها الحسان *** سبعين حوراء تلا اثنتان في قبة اللؤلؤ والزبرجد *** تنصب دون الشهر لم تجدد فيها له ملك من الدنيا ملك *** وعشرة أمثاله بدون شك لكنما موضع سوط فيها *** خير من الدنيا وما عليها أما الذي أعلاهمو في المنزله *** فذاك غير الله لا واصف له في غرف تُنظر كالدُّرِّيِّ *** في الأفق الشرقي أو الغربي أخفى لهم من قرة الأعين ما *** ليس سوى الله به قد علما وإن فوق كل ذي النعيم *** رؤيتهم لربنا الكريم يوم المزيد موعد الزياده *** يدعو إلى زيارةٍ عباده فقُرِّبت فيها إليهم نُجُبُ *** إليه فوقها صفوفًا ركبوا منابر النور ومن زبرجد *** ولؤلؤ وفضة وعسجد ينصبها للأوليا والشهدا *** وبعدهم يجلس باقي السعدا على كثيب المسك والكافور لا *** يرون أصحاب الكراسي أفضلا أبرز عرشه لهم رب السما *** ثم تجلَّى جهرة مسلِّما يرونه كما يرون الشمس في *** ظهيرة صحوًا بلا تكلُّف هناك عن كل النعيم اشتغلوا *** وكل ما هم فيه عنه ذهلوا يقول ما اشتهيتموه فاسألوا *** أعطيكموا وما لدي أفضل حتى بهم تقصر الأماني *** وقد أُحِلُّوا أكبر الرضوان وأُتحفوا بأجزل الإكرام *** وانصرفوا بإذن ذي الإنعام لسوق جنَّة بها ما تشتهي *** أنفسهم من كل ملتذ به فما أرادوا أخذوا لم يصرفوا *** شيئًا بها إذ قبل ذا قد أسلفوا وينشئُ الله لهم سحابا *** يمطرهم كواعب أترابا وانقلبوا منها إلى أهليهم *** وقد تضاعف البهاء فيهم ليس بها لغو ولا تأثيم *** عليهمو من ربهم تسليم فيها خلود غير إخراج ولا *** تفنى ولا يبغون عنها حولا هذا وإن الأشقيا لفي سقر *** ألا فساءت المقام والمقر يؤتى بها في موقف القيام *** سبعون آلاف من الزمام زُمَّت بها كل زمام في يدي *** سبعين ألف ملك مؤيد إن زفرت ثم رمت بالشرر *** جثا لذاك كل من في المحشر ثلاثة الآلاف عامًا أضرمت *** حتى غدَت مسودَّة فأظلمت لو تسقط الصخرة من شفيرها *** سبعون عامًا لم تصل لقعرها أما الذين كُتبوا من أهلها *** أعني به من خُلقوا لأجلها فهم خلود أبد الآباد لا *** حياة لا موت فساءت نزلا مهادهم من تحتهم جحيم *** يُصَبُّ من فوقهم الحميم قوتهم الضريع والزقوم *** وبئس ظل لهم اليحموم يسقون فيها من حميم آن *** على كلاليب من النيران يشوي الوجوه والجلود يصهر *** ويقطع الأمعاء حين يقطر فهم على الوجوه يُسحبونا *** فيها وفي الحميم يُسجرونا بهم ملائك غلاظ وُكِّلوا *** وفي سلاسل الجحيم سُلسلوا غُلَّت نواصيهم إلى الأقدام *** وفي مزيدهم من الآلام يهوونا في أمدها المديد *** لم ينتهوا لقعرها البعيد سبعون عامًا ولهم أنكال *** مقامع الحديد والأغلال يُقلَّبون الدهر في سعيرها *** بين سمومها وزمهريرها وكل ما رامو خروجًا منها *** فيها أعيدوا لا محيص عنها جلودهم تبدَّل فيها كلما *** تنضج عادت ليذوقوا الألما أدناهمو في ألم من نعلا *** نعلين منهما دماغه غلا فكيف حال من عليه تؤصد *** يهبط تارة وأخرى يصعد وفي جهنم الكفور يعظم *** جدًّا ليزداد عليه الألم لكن عصاة من أولي التوحيد *** قد يدخلونها بلا تأبيد فيها يُجازون بقدر ما جنوا *** ثم يُنجَّون بما قد آمنوا ويدخلون جنَّة النعيم *** برحمة المهيمن الرحيم وقضي الأمر وكل استقر *** بداره وذاك حصد ما بذر وإن ترد تبيان ذا مستكملا *** موضَّحًا مبيَّنًا مفصَّلا فدونك اطلبها من القرآن *** والسنن الصحاح والحسان فلا سبيل من سوى الوحي إليه *** فلا تكن معوِّلاً عليه يا ربِّ أسكنَّا فسيح جنَّتك *** والنار منها نجِّنا برحمتك غفرانك اللهم ذا الإنعام *** والطول والجلال والإكرام تولَّنا في من تولَّيت ولا *** تُضلَّنا بعد الهدى يا ذا العلا واغفر لنا ما كان من ذنوبنا *** وزيِّن الإيمان في قلوبنا ثمَّ إلينا كرِّه الطغيانا *** والكفر والفسوق والعصيانا وسعينا اجعل خالصًا صوابا *** أعذه يا ربَاه أن يُشابا بشرك أو بدعة أو إعجاب *** وتب علينا أحسن المتاب يا حي يا قيوم يا ذا البِرِّ *** يا من يجيب دعوة المضطر
وتمَّ نظم [ السُبل السويه *** لقصد فقه السنن المرويه] والحمد لله لها ختام *** بعونه كان لها الإتمام حمدًا كثيرًا أوَّلاًَ وآخرا *** سرًّا وجهرًا باطنًا وظاهرا ثم الصَّلاة والسَّلام سرمدا *** بلا انتها متَّصلاً مؤبَّدا على محمد إمام الخيره *** وخاتم الرُسْل الكرام البرره وآله وصحبه الأخيار *** من المهاجرين والأنصار ومن بإحسان لهم قد اتبع *** أئمة السنة قامعي البدع من رضي الرحمن عنهم ورضوا *** عنه فحبُّنا لهم مفترض
|